في عام 2016 سافرت للتطوع في الخارج في مدينة تدعى ماسيو في شمال شرق البرازيل. تطل ماسيو على ساحل المحيط وهي مدينة في غاية الجمال. كما تحتوي على مجموعة من أجمل شواطئ البرازيل. كانت تجربتي في التطوع وتدريس الانجليزية في البرازيل برعاية إحدى المنظمات والتي تدعى AIESEC. وبالرغم من وجود عدة عوائق، كانت تجربتي في التطوع والحياة في البرازيل تجربة ملهمة وغيرت حياتي بالكامل.
كيف بدأت تجربتي في التطوع في الخارج
مثل كل التجارب المغيرة للحياة، بدأت تجربتي بما يسميه البعض “الحظ” بينما يطلق عليه البعض الآخر “قدر”. بدأت تجربتي في التطوع في الخارج عندما أخبرني أحد الأصدقاء بأنه سيسافر الى البرازيل للتطوع هناك مع منظمة تدعى AIESEC، وهي منظمة خاصة بالطلاب وحديثي التخرج.
قبل السفر، لم أكن قد سمعت بماسيو من قبل. ولكن صديقي الذي أخبرني عن فرصة التطوع في الخارج وصفها بأنها تشبه مدينة دهب في جمالها وحياتها الهادئة والمسالمة. لذلك فطلبت من صديقي أن يوصلني بالمنظمة فأعطاني الموقع الخاص بهم وبيانات اتصال أحد الأعضاء لأتواصل معه.
الحصول على تأشيرة السياحة في البرازيل
سارت الأمور على نحو سريع. حضرت أوراقي للحصول على تأشيرة (فيزا) سياحة في البرازيل سارية لمدة 3 أشهر من تاريخ الوصول. وبعد أسبوعين حصلت على التأشيرة مختومة على جواز سفري. تواصلت مع أعضاء منظمة AIESEC في القاهرة وبدأوا في توجيهي وأوصلوني بالمجموعة البرازيلية التي ستتولى استضافتي ومساعدتي أثناء التطوع في الخارج والحياة في البرازيل.
قبل السفرالى البرازيل، كنت على تواصل مع شخصين في مدينة ماسيو: المشرف على برنامج التطوع الخاص بي والمسؤول عن ايجاد منزل مضيف لي. ولكن كلاهم تغير قبل سفري بأيام قليلة.
التطوع والسفر للخارج لأول مرة
كانت تجربتي الأولى للسفر خارج البلاد تبعث بداخلي الكثير من المشاعر المتناقضة: الشعور بالسعادة والقلق في نفس الوقت. ولكن احساسي بالإنجاز واستعدادي لخوض أحد أجمل تجارب حياتي طغيا على كل شيء. فلن أنسى مشهد البحر الأبيض المتوسط أثناء عبوره بالطائرة إلى روما الأيطالية للتوقف في منطقة الشنغن، أما التوقف الثاني فكان في مدينة ساو باولو البرازيلية.
أول أيامي في الحياة في البرازيل
بعد 32 ساعة من الطيران على متن 3 طائرات مختلفة، وصلت الى مدينة ماسيو في شمال شرق البرازيل. كان هناك 3 أشخاص في انتظاري: المسؤول عن برنامج التطوع، والمرافق – الذي سيتولى مساعدتي في الاسبوع الاول – وعضو في مجموعة AIESEC المضيفة في مدينة ماسيو، وهو الذي أقلنا بسيارته الى منزل المضيف.
عند وصولي الى ماسيو كنت أعاني من صداع مؤلم بسبب ارتفاع المدينة عن سطح البحر ونقص النيكوتين في جسدي. ولكني كنت أشعر بالسعادة والإثارة. الجميع بدا عليه الطيبة واللطف. وكانت هذه أول مرة أرى المحيط الأطلنطي في حياتي. كل شيء بدا جميلًا، وماسيو بدت أجمل من الصور بألوانها الزاهية وشواطئها ذات الرمال البيضاء التي لم أرى مثلها في حياتي.
المنزل الذي أقمت فيه أثناء التطوع في البرازيل
الحى الذي كان فيه البيت الذي أستضافني كان حيًا بسيطًا. كانت المنازل في هذا الحي تتألف من طابقين، ولم يحتوي الحي على أي من ناطحات السحاب التي ملأت الأحياء الغنية في ماسيو. ولكنه لم يكن حيًا فقيرًا أيضًا. جدران هذا الحي كانت مليئة بالرسومات ذات الألوان الزاهية. أما ما جعلني أحب هذا الحي فور وصولي إليه هو أنه يبعد عن شاطئ المحيط أقل من 15 دقيقة سيرًا على الأقدام. ومنذ خطواتي الأولى في الحي شعرت بالترحيب الشديد. كان كل من حولي يبادلوني الابتسامات وكلمات الترحيب بالبرتغالية التي لم أفهمها. وكأنهم كانوا ينتظرونني.
وبمجرد دخولي منزل العائلة المضيفة لي وجدت الجميع يبستم لي ويرحبون بي. شعرت بالمحبة وسط هذا العائلة الطيبة والبسيطة والتي كانت تتألف من أب وأم وشابين وفتاة صغيرة. كانت أول ملاحظاتي عن الثقافة البرازيلية هي امتزاج الاعراق. فالشاب ووالدته والفتاة الصغير كانوا من زوي البشرة السمراء، بينما الأخ الآخر كان من العرق اللاتيني، بالرغم من أن الوالد كان ذو بشرة بيضاء وعرق أوروبي. كان ذلك بسبب زواج وطلاق الوالد أكثر من مرة. إلا أن الجميع كانوا شديدي الحب لبعضهم البعض وكانوا يعيشون سويًا بسلام. فامتزاج الأعراق هي سمة أساسية في الثقافة البرازيلية.
كان من المفترض أن ابدأ برنامجي في التطوع في الخارج في اليوم التالي ولكن كان هناك تأخير لعدة أيام. فانتهزت الفرصة للراحة بسبب شعوري بالارهاق من رحلتي الطويلة. فقضيت أول أيامي في ماسيو في شمال شرق البرازيل أشاهد هطول الأمطار الغزيرة من شباك المنزل. لم أشاهد في حياتي أمطار بهذه الغزارة ولذلك قضيت معظم الوقت في احتساء القهوة البرازيلية التي وقعت في حبها من الرشفة الأولى. شعرت يومها بإثارة لم أعهدها في حياتي، فهذه الأمطار كانت العلامة اني بعيد كل البعد عن وطني ومنزلي وأني على وشك خوض مغامرة مثيرة في هذه البلد الغريب.
مغامرتي الأولى أثناء الإقامة في البرازيل
في اليوم التالي قررت خوض أول مغامراتي في البرازيل منفردًا. مازلت أذكر هذا اليوم ومدى شعوري بالفخر. لم يكن لدي ما أفعله لذا قررت السير الى شاطيء المحيط بمفردي والتجول في ماسيو. لم يكن لدي انترنت او هاتف يعمل لمساعدتي في التجول في المدينة ثم العودة الى المنزل. ولذلك قررت سؤال أخو مضيفي – الذي لم يكن يتحدث الانجليزية – عن الطريق الى الشاطيء وعن عنوان المنزل. استخدمنا الاشارات للتواصل ولكن كلانا فهم ما كان يقصده الآخر، على ما أظن. وفي نهاية كلامه قال لي شيئًا مافاده : عليك العودة قبل غروب الشمس.
لن أنسى احساسي بالحرية والسعادة وانا اسير في شوارع ماسيو وحيدًا. وبعد حوالي 15 دقيقة وصلت الي ساحل المحيط. عبرت الطريق راكضًا على الطريقة المصرية، لأني لم أعرف وقتها أنه كان يجب علي الضغط على زر لإيقاف الطريق. وبمجرد عبوري للشارع ورؤيتي للمحيط من مسافة قريبة لأول مرة، شعرت بشيء أعجز عن وصفه. وطوال الشهرين الذي قضيتهم في الحياة في البرازيل، لم أفوت يومًا واحدًا دون السير على شاطيء المحيط.
وجدت عدة مطاعم صغيرة على الشاطيء فقررت الجلوس في أحدها لتناول وجبة. عندما جلست أشرت للنادل باحضار قائمة الطعام ولكنها أتت بالبرتغالية، دون كلمة انجليزية واحدة. حاولت التواصل مع النادل ولكن كلامي كان يثير الضحكات بالنسبة له وكأني كائن فضائي. كان يبدو على النادل اللطف فبادلته الابتسامات واشرت على شيئين في قائمة الطعام عشوائيًا ليحضرهم لي. جاء ما طلبت وتبين أنه ساندويتش تونا وساندويتش آخر لا أعرف ماهيته الى يومنا هذا. تناولت الطعام وأشرت له ليحضر لي شيئًا أشربه فجاء لي بزجاجة صفراء تبين أنها بيرا. ولكن الغيوم ظهرت في السماء مرة أخرى وبدأت الأمطار في الهطول بغزارة فقررت العودة. سرت تحت الأمطار وأنا أشعر بنجاح مغامرتي الأولى، ولكني كنت الوحيد الذي يسير دون شمسية في الشارع فعجلت من السير عائدًا.
بداية برنامجي في التطوع في الخارج
كان برنامج التطوع في الخارج الخاص بي هو تدريس الانجليزية في أحد الجمعيات في أحد الأحياء الأكثر فقرًا في شمال شرق البرازيل. كانت الجمعية عبارة عن بيت يتألف من طابق واحد ويحتوي على ثلاث غرف: مكتب، وعيادة، والفصل الذي كنت أدرس فيه. وكانت الجمعية تبعد عن المنزل الذي كنت أقيم فيه حوالي ساعة ونصف بأتوبيس النقل العام.
بداية متعثرة لتجربتي في التطوع في الخارج
كان أول أيامي في تدريس الانجليزية في البرازيل في الجمعية محبط للغاية. فلم أكن أتخيل أن يكون الأمر بمثل هذه الصعوبة. فمهمتي كانت تدريس الانجليزية لشباب في سن المراهقة بدون وجود مترجم. كما لم يكن هناك أي شخص يتحدث الانجليزية في المنظمة حتى الإداريون.
بعد محاولات استمرت أكثر من ساعة للتدريس، طلبت استراحة واستخدمت الاشارات لطلب “بريك”، ولكني فوجئت بتلويح التلاميذ ومغادرتهم. فأخبرت مديرة الجمعية – باستخدام الاشارات ايضًا – أني لم أنتهي بل طلبت استراحة وأن على التلاميذ العودة، ولكنها ظنت أني أطلب أن يقوم أحد بإيصالي للمنزل! فوجدت أن أي محاولات هي بكاء على اللبن المسكوب حيث ان التلاميذ قد غادروا الجمعية بالفعل، فودعتهم وذهبت الى محطة الاتوبيس.
ركوب اتوبيس خطأ ومشكلة شريحة الهاتف
لتزداد الأمور سوءًا، ركبت اتوبيس خطأ ووجدت نفسي في منطقة لم أرها من قبل. كنت محبطًا ولكني كنت مصممًا على انجاح تجربتي. رأيت مول تجاري فنزلت من الاتوبيس ودخلت المول. كنت قد قضيت حوالي 5 ايام بدون انترنت او شريحة هاتف، فقررت شراء واحدة. اضطررت ايضًا الى شراء هاتف جديد لأن هاتفي لم يكن يتعرف على شرائح الاتصالات البرازيلية.
بعد حل مشكلة الانترنت، قررت السير على ساحل المحيط لأتعافى من شعور الاحباط الذي لازمني في هذا اليوم. تناولت وجبتي وقمت بتحميل تطبيق جوجل للترجمة ليساعدني على التواصل. بدأت تحضير درس اليوم المقبل وترجمت كل الكلمات والافعال الي البرتغالية وكتبتها. كما بدأت تعلم الكلمات الاساسية في اللغة لتساعدني على التواصل.
منذ ثاني يوم بدأت الأمور في الجمعية تتحسن بشكل كبير. كما بدأ التواصل بيني وبين التلاميذ في تحسن. ولجذب انتباههم، اخترت معظم المواضيع التي كنت أدرسها عن الرياضة والموسيقى والثقافة وبلداننا. كما كانت الكلمات البرتغالية القليلة التي بدأت تعلمها تجدي نفعًا في التواصل مع الاداريين في الجمعية.
الشعور بالوحدة بعد 3 اسابيع من الحياة في البرازيل
ببداية أسبوعي الثالث في تجربتي في التطوع في الخارج كان شعوري بالوحدة والغربة لا يمكن تجاهله. كان من الصعب العثور على شخص يتحدث الانجليزية – او العربية بالطبع – في هذه المدينة. الوحيدين الذين كنت أعرفم يتحدثون الانجليزية كانوا أعضاء المنظمة المضيفة AIESEC وصاحب البيت المضيف، ولكن كلهم كانوا أثناء فترة امتحاناتهم فلم أقابلهم غير للضرورة.
التعرف على المتطوعين في ماسيو
كل هذا تغير عندما جاءتني مكالمة تليفونية تخبرني بأن هناك متطوعين أجانب كانوا في رحلة خارج ماسيو وعادوا. كان الهدف من المكالمة هو اخباري باجتماع للمتطوعين مع أعضاء المنظمة المضيفة لتبادل الخبرات. كما أخبروني أن إحدى المتطوعات – وكانت فتاة سويسرية – تعيش في بيت قريب مني وأنها تعرف الطريق، ولذلك كان علي لقاءها للذهاب معًا.
بمجرد لقاءي بالفتاة السويسرية انغمسنا في حديث طويل وممتع. كنت أفتقد أن أتحدث الى اي شخص بدون استخدام الاشارات وتطبيقات الترجمة. وعندما وصلت للمنزل الذي كان مقر الاجتماع بدأت في التعرف على باقي المتطوعين. بدا الجميع وكأنهم في انتظار مقابلتي منذ وقت طويل. كانوا في غاية اللطف. وزعت عليهم الهدايا التذكارية التي كنت احضرتها معي من مصر، معظمها حملت الطابع الفرعوني، فتهافتوا عليها وشعرت بفخر كبير بسبب اسألتهم الكثيرة عن الحضارة المصرية القديمة والأهرامات.
وبعد الانتهاء من الاجتماع كانت حفلة وداع لمتطوعة ارجنتينية. فخرجنا وذهبنا للعديد من الملاهي والاحتفالات. كان يومًا ممتعًا وكنت في أوج سعادتي بعد شعوري باني لم أعد وحيدًا وأن لدي العديد من الأصدقاء.
تكوين الصداقات أثناء التطوع في الخارج الحياة في البرازيل
بعد تعرفي على المتطوعين أصبحت أمضي معظم الوقت معهم. كان معظمهم يتحدث الانجليزية، باستثناء فتاة من بيرو تتحدث الاسبانية فقط ولكنها تفهم معظم ما نقول بالانجليزية. كنا نخرج سويًا معظم أيام الاسبوع لحضورحفلات الشارع البرازيلية الممتعة. وما زاد الأمر متعة هو أن مضيفي انهى فترة امتحاناته وأصبح يصطحبنا – انا وباقي المتطوعين – الى حفلات الموسيقى البرازيلية التقليدية.
دائمًا ما وجدت البرازيليون أناس سعداء وطيبين بالفطرة، مهما كانت أوضاعهم المادية. فبعد تعلمي الكثير من الكلمات البرتغالية وتحسن مهاراتي في التواصل صادقت الكثير ممن لا يتحدثوا الانجليزية. فكونت العديد من الصداقات مع عائلات برازيلية وكانوا يصطحبونا – انا وباقي المتطوعين – الى شواطئ الشمال الشرقي البرازيلي رائعة الجمال.
حتى في الجمعية التي كنت اقضي فيها برنامجي في التطوع في الخارج، بدأت علاقتي مع التلاميذ تتحول الي صداقة. ففارق السن لم يكن كبيرًا. حتى انهم كانوا يحرصون ألا أفوت أي تجربة برازيلية تقليدية أو شاطئ جميل. حتى انهم قرروا اصطحابي – بالتنسيق مع الجمعية – الى احد الشواطئ خارج ماسيو وقضينا اليوم في السباحة ولعب كرة القدم الشاطئية وتناول المأكولات التقليدية التي كانوا أعدوها مسبقًا.
الأمان في شمال شرق البرازيل
قبل سفري الى ماسيو قمت بعدة أبحاث عن المدينة، وفي كل هذه الأبحاث كان ارتفاع معدل الجريمة في شمال شرق البرازيل يتصدر معظم المقالات. ولكن في خلال تجربتي في التطوع والحياة في البرازيل لم أتعرض للسرقة قط. ولكني كنت دائم الحرص على اتباع نصائح الامان في البرازيل. ولكن كان هناك العديد من الايام التي سرت فيها في الشوارع منفردًا في وقت متأخر من الليل دون التعرض الى أي خطر حقيقي.
في آخر اسبوع لي في ماسيو وقبل السفر الى ريو دي جانيرو، حظيت بعدة حفلات وداع. كانت أولها في الجمعية حيث احتفى الادارييون والتلاميذ بي واقاموا حفلًا كبيرًا ملأته الدموع الأحضان. كان يومًا عاطفيًا جدًا. فخلال الأسابيع الستة التي قضيتها معهم كانوا طيبين جدًا معي. وفي حفلة وداعي قدموا لي الهدايا واعدوا الطعام التقليدي وعلموني الرقص التقليدي على موسيقى “الفاها” الشهيرة في شمال شرق البرازيل. كما أعدوا لي خطاب شارك طلابي في كتابته باللغة الانجليزية. كان يومًا لن أنساه طوال حياتي.
أما بالنسبة للمتطوعين ومضيفي وباقي الأصدقاء البرازيليون فأقمنا الاحتفالات يوميًا. كنا نقول يوميًا أننا سنقيم حفل الوداع اليوم ثم اتفرغ غدًا لتحضير الحقائب وشراء ما اريد، وهو ما لم يحدث. فاحتفلنا يوميًا حتى قبل موعد طائرتي بساعات والتي كدت أفوتها.
ملخص تجربتي في التطوع في الخارج والحياة في البرازيل
كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو حاجز اللغة، ولكني فخور بنفسي لتجاوز مثل هذا الحاجز للتكيّف مع هذا المجتمع المثير. كما ان هذه التجربة حسنت بشكل كبير من مهاراتي في التواصل والهمتني لأسافر أكثر وأن انشأ هذا الموقع.
كانت أكثر ثلاث اشياء استمتعت بها وساهمت في جعل هذه التجربة تجربة مغيرة للحياة هي: التعرف على الثقافة البرازيلية التي تبعث على السعادة، واكتساب الكثير من الاصدقاء البرازيلين، والمشاهد الطبيعية الخلابة التي استمتعت بها بشكل يومي وأهمها هو المحيط الذي قضيت عليه الكثير من الساعات بشكل شبه يومي.
مقالات ونصائح مهمة :-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق